فى أوقات كتيرة, مناقشة اى مشكلة اجتماعية بيرجع فيها الخبراء ( اللى هما مجموعة من الناس الوهمية اللى لما حد يبقى عايز يفحمك فى الكلام و ماتراجعهوش يقولك الخبرا قالوا كده .. او انا اعرف واحدحكالى...) بيجمع الخبراء ههههههه ان اساس اى مشكلة اجتماعية فى أغلب الاحيان ان ماكانش كلها للتربية.
و فى رأيى الشخصى بغض النظر عن رأى الخيراء ان فعلا فى مشكلة واضحة فى تربية المصريين من جيلى.
يمكن اغلبنا هيتفق معايا كليا او جزئيا ان فى سمة غالبة على شباب هذا الجيل و هى فقدان الاحساس بالمسئولية و الاعتماد الكامل على الاهل , مش بس اعتماد مادى لكن
emotional dependence
هو درجة من اعنف درجات التعلق بشخص لان هنا بيكون الاتزان النفسى مرهون بهذا الشخص و ده نوع مرضى من الحب الانسانى. هنا بمنتهى السلاسة بتتسلت من الانسان كل قدراته الابداعية و رغباته الفريدة اللى كل بنى آدم بيتخص بيها عن غيره الا لو كانت هذى الاشياء من النوع المسموح بيه و الحاصل على مباركة الاهل .. فاذا لم يحدث بيكون الناتج هو الآتى:
* يا اما شخص تابع فقد كل احساس بذاته و تلاقيه بيفرغ كل طاقاته و رغباته فى الاحساس بنفسه على الاشخاص الاقل منه فى حياته زى اللى تحتيه فى الشغل او افراد الاسرة الصغيرة.
* يا اما انسان ضايع .. وده النوع اللى بيبقى اذكى من انه ينصاع بالكامل لكن اجبن من انه يعلن الرفض او انه بالفعل يستقل بذاته "نفسيا" . دول بنلاقيهم فى خلاف دائم مع اهاليهم سواء بالصوت العالى و الخناق و الزعيق كل شوية .. يا اما النوع الصامت اللى بيكتفى باختذال كل الانفعالات بالداخل و يكتفى بأسلم اشكال التعبير ان عبر فى الاصل.
و ده كله ناتج من شكل تربية اصبح
trend
شكل اتفق عليه جميع اجميع ( اهالى و ابناء ) , اعتبر الستقلالية جريمة و التبعية اصل .
الرغبة الملحة و المميتة و المفهومة فى الحماية و الرعاية ساعات بتكون السبب فى ان اهالى كتيرة بينسوا ان ولادهم دول فى يوم من الايام حايشيلوا لوحدهم.
وساعات تانية بتبقى أنانية من الاهل فى رغبتهم فى الابقاء على ولادهم تحت عينيهم لان استقلال ولادهم عنهم بيكون نذير و مؤشر لانتهاء حياتهم .
احنا كتير أوى ممكن نلاقى ناس فعلا مش بياخدوا اى قرار فى حياتهم من غير ما يكون اهاليهم معاهم فى كل خطوة اتاخدت عشان القرار ده يطلع للحياة.
المشورة حاجة ( خصوصا من ناس الواحد حيفضل طول عمره متأكد انهم بيحبوه ) و ان شحط مخلف و فاتح بيت او على الاقل فى سن يسمحله بده يرجع لأهله الاول قبل ما يسيب شغله حاجة تانية خالص .. لأ وايه , تلاقيه موقف الموضوع لحد اما اهله يقتنعوا رغم ان كل حاجة ماشية . اما ده فى الشغل تخيلوا بقى فى الجواز.. كمية الجوازات اللى بتبوظ عشان الاهل مش موافقين و مش بس بنات لأ و رجالة كمان.
كل ده تانج من حاجات كتيرفوق بعضها ... زى مثلا الغلا اللى اجبر ناس كتيرة انها تعتمد على اهاليها فى تحمل تكاليفها مدة اطول من اللازم.
ده اعطى للاهل ذريعة (عشان خاطر بيلا ) فى التحكم و السيطرة و سبب نوع من " كسرة العين " و عدم التجرأ على المجاهرة بالرفض او الاختلاف من الابناء . .. واللى بعد فترة بينقلب الى اعتماد كامل فى اتخاذ القرارات اللى طبعا بيلاقى ترحاب و عدم مقاومة من الاهل فى احيان كتيرة.
بالاضافة الى شريحة من السيدات اللى حياتهم مع اول طفل بتتمركز على اطفالها, بتخلى اى درجة من درجات الاستقلال هو اعلان بفراغ حياتها .. و دول اللى بنلاقيهم مسببين مشاكل لولادهم بعد جوازهم بسبب تدخلهم الغير مبرر فى حياتهم سواء ده قابل مقاومة او لأ .
النوع ده بيجيب يا اما امعات ممحيين تماما يا اما ناس عايشة حرب ضروس عشان يعملوا اى حاجة
كمان الخوف الانسانى الطبيعى من الحياة .. و الرغبة فيها فى نفس الوقت , كلنا نفسنا ييجى يوم ما نحتارش فيه , و لو اتحطينا قدام اى موقف نعرف بالضبط ايه الصح .. يا سلام لو ماكانتش المعرفة و الخبرة لازملها تجربة و عك و تلطيش و اخطاء و اتمان اخطاء... فى الحالة دى , الاهل بيشيلوا عبىء كبير او على الاقل اغلبه.
" هاخش الكلية دى رغم اننى مش عايزها عشان خاطر اهلى ( لو سألته طب عايز ايه يقولك ماعرفش بس عارف انى مش عايز دى ) عشان كل اما ما تعجبوش حاجة يلوم اهله داخليا مش نفسه على اى تقصير و اما يتعثر فيها يبقى الله يسامحهم اهلى غصبونى عليها , انا ماكانش ليا فيها الكلية دى .. و برضه اما ما يلاقيش شغل يحصل نفس الشىء ."
" هاشتغل مع بابا فى المجال ده رغم انه مش عاجبنى بس اعمل ايع ماقدرش اخيب امله فيا .. و كل شوية عياط على الشغلانة المهببة و المجال الممل اللى بكرهه و برضه بنفس الطريقة .. مفيش شجاعة كافية انه يدور على شغل زى بقية الناس و احتمال يلاقى و احتمال لأ و ممكن يلاقى شغل وحش و يسيبه و هكذا"
" هاقبل الخطوبة دى و خلاص .. طب انتى ايه رأيك فيه؟ .. عادى يعنى , لانا موافقة ولا انا مش موافقة و طبعا فى كل خناقة ( مش انتوا اللى قولتوا عليه كويس .. مش انتوا اللى طلعتوا بيه )
هنا فى للاسف قيمة مفقودة تماما و هى "تحديد المواقف من الاشياء" حتى فى حالة عدم الارتياح هتلاقيها مستنية الموقف ده من اهلها الاول بعدين هى تعلنه
كل ده له اسباب كتيرة
أولا :
لاننا ماتعودناش نعمل حاجات اهالينا مش مرحبين بيها بس و هم عارفين و تطلع غلط و نتعلم منها او تطلع اوكى و نكملها.
طبعا بحدود الدراية الكاملة بأبعاد المخاطرة و طبعا بتختلف كل حالة عن التانية, فى شروط كتيرة زى السن و الشخصية و النضج , يعنى مش مطلقة .. بس عادة بكل اسف ارتبط اللى الاهل مش عارفينه بالسرقة .. والسرقة غلط و بالتالى مصحوبة بمشاعر زى الذنب و الجبن و انتظار العقاب
و هنا بتتجلى اهمية التمرينات .. الاهل المفروض بيتمرنوا على ترك مساحة لأطفالهم بتزيد مع السن لحد اما بيصلوا للمرحلة اللى يقدروا فيها يتولوا حياتهم بشكل معقول , زى تعليم العوم و ركوب العجل... الاول كل خطوة بتكون و هما ماسكيننا بعدين و هما معانا و ايديهم محاوطانا عشان اول ما نميل يلحقونا بعدين لوحدينا و هما بيتفرجوا من بعيد بس و احنا لابسين سترة نجاة او فى عجلات جانبية .. و كده .. لحد اما ييجى يوم نعرف نعملها عادى عشان اليوم اللى بعديه هانعلمها لولادنا .
و احنا كمان مفروض نكون اشجع , ايه يعنى اما نغلط .. مش موال يعنى .. حتى ده بيخلينا بعد كده مانكابرش على طلب المشورة من الاهل .
ثانيا:
لان لو طلع الاختيار ده مش مضبوط هنسمع افتتاحية السيمفونية الخامسة ليبيتهوفن من الاهل
تاتاتاتااااااا
ما قلتلك .. ما هو دى اخرة عدم سمع الكلام .. ياكشى بس تتعلم .. و ليسة, اللى من دماغها دى ليسة هتاخد فوق دماغها .. يعنى هو انا غاوية اقولك لأ .. ادى نتيجة اللى يعادى اهله
و بالتالى يرتبط الخطأ بكل ما هو ضد الاهل.. و تبدأ تفسيرات جديدة تظهر لأى خطوة مباركة من الاهل لم توفق , يتحول بيها الانسان لضحية لانه فى نظره ما عمالش اى حاجة غلط . و بالتالى هو مش مستنى اى حاجة غير التوفيق.. و بالتالى تظهر بقى الكلمات اللى ترفع الضغط ك
انا نحس .. الفقرى فقرى .. اصل انا الناس باصينلى فى كل حاجة امشى فيها .. لو بس الناس يسيبونى فى حالى
ثالثا:
فى احيان كتيرة الاهل بيتحملوا نفقات اى اختيار و ده ولد عند الطرفين اعتقاد ان ده لوحده ممكن يكون حق للاهل بشرط الموافقة على كل خطوة بيعملوها ولادهم (بس يمكن هنا برضه بيبقى غريب شوية اننا نعمم انه لازم بالعافية اجبار عليهم يدفعوا فلوس فى حاجة هما رافضينها خصوصا اما نكون بنتكلم عن ناس كبيرة مش مراهقين)
عشان كده الاستقلالية مرتبطة بالاستقلال المادى و ده برضه سبب بوظان علاقات اسرية كتير لما الاولاد بيحصلوا على الاستقلال المادى و ده برضه سبب ان اهالى كتير بيربطوا ولادهم معاهم فى اعمالهم عشان يحكموا القبضة عليهم ( هو الكلام يبدو قمة الشر رغم انه فى اساسه عميق الحب)
رابعا :
التأثر بمجتمع القبيلة و ده لوحد موضوع بعدين. و هو المجتمع اللى بتتأصل فيه مفاهيم التبعية و القطيع و بيتفاخر اصحابها بيها لكن بتسميات تانية و هى الاصل العريق و الاسم و العلية . و فيه شىء من التباهى ان الابناء امتداد لأهاليهم و ده يمكن يبقى مفهوم ( مع كامل تحفظى ) فى العائلات المالكة و الحاكمة .. لكن ان عائلة من 20 او حتى 200 فرض عايشين دور نسل مينا موحد القطرين و هما 200 فرض غير معلمومين غير لبعض اصلا دى حاجة الى حد ما مثيرة للتسائل .
خامسا:
الموروث الفرعونى الاصيل - على رأى الصحفى حاتم الشرقاوى- فى رغبة كل المصريين فى "البناء" ... كل واحد فيهم حلم حياته اللى بيحوشله بعد تربية عياله هو انه يبنى و يعيشهم بولادهم فى البيت ده.
تحس ان كل واحد بيشتغل عشان يحوش عشان الاول يتجوز بعدين يخلف و يعلم عياله و بعدين يبنى "الهرم" !!
و طبعا هنا بتتأصل ذكورية المفاهيم دى لما بنلاقى ان التبعية هنا مطلوبة من الرجالة مش الستات , اللى المفروض رايحين (ماطرح ماجوازهم رايحين ), و اللى بكل بساطة بتنسلخ من عيليتها لتكون جزء من كيان آخر بحكم ا انها ست فهى كائن شرط اكتماله و تحديد هويته فى الاساس مرهون بوجود الراجل .. و طبعا دول من اوائل المجتمعات اللى بتفضل خلفة الرجالة و اللى بيطلعوا ستات نكرات يا اما متحفزات .. امال هانحافظ على اسم عيلة زيفت ازاى .. تدور ايه وجه الانجاز فى الكائن ده ماتلاقيش و مع ذلك تلاقيه مصدق نفسه اوى و هو بيقولك اسم العيلة.
مسلسل الوتد اللى اسر مصرية كتير بتبصله على انه حلم ليلة صيف
أنا مش باقول مانعرفش اهالينا لانى انا نفسى ماقدرش على ده .. ولا باقول نعمل اللى احنا عايزينه كل يوم علاطول حتى لو ضد رغيتهم لانى بكده يبقى بناقض نفسى ... انا ضد الاتكال على الاهل و ضد الانانية منهم .. انت عيشت حياتك زى ما ربنا رايدهالك .. اخترت فيها القدر اللى كان متاحلك .. شفت و اتعلمت على قد ما قدرت .. حق ولادك هما كمان يعملوا ده .. هما اشخاص اخرين .. شخثص تانى بدماغ تانية و احلام اتانية و دنيا تانية خالص