23 - من بكين الى القاهرة

نقلا عن الاهرام ... الاثنين 5-5-2008 الصفحة التانية ........ 90% من النساء الحاصلات على الدكتوراه فى الصين يواجهن صعوبات بالغة فى ايجاد زوج مناسب لهن . هذا ما كشفه استطلاع للرأى اجرى بمدينة جوازنج و هو شمل مائة امرأة ؟. الطريف انه خلاف ماهو موجود فى مجتماعاتنا الشرقية, فان السبب ليس هروب الرجل من النساء الاكثر تميزا علميا خوفا من غرورهن او تسلطهن , و لكنه فى الصين يرجع لاصرار المرأة على ان يكون الزوج مكافئا لها فى مستوى التعليم هذا بالاضافة الى حرصها على ان يكون دخله الشهرى مساويا لما تحصل عليه ام لم يزد عنه

انتهى الخبر .... الخبر ده عينى ضربت فيه النهاردة ( اصل احنا من هواة قراية الجرايد فى الحمام و بنسيبهم حبة كده على ترابيزة صغيرة و بعدين نجددهم كل اسبوع ) و قعدت افكر حبة فى الكتير اللى بين السطور فى الخبر ده.

اللى لفت نظرى هو انه باختلاف البلاد و الثقافات بل و الاديان .. بيظل رفض الراجل فى انه يكون جنب اى ست اكثر تميزا منه - فى المقال هنا علميا - و ده يشمل ايضا اى نوع آخر من التميز!

التوافق امر محبب لاستمرار الحياة بشكل اقرب الى الطبيعى قدر الامكان ... لكن عمر مالتوافق كان معناه التطابق .. يعنى ممكن يبقى مسموح بقدر مناسب - متروك لكل اتنين تحديده - من الاختلاف عشان نقدر نوصل ل "التشابه و ليس التناسخ"

كده الكلام حلو ... فين المشكلة؟ المشكلة ان الراجل عنده كامل الاستعداد لقبول هذا القدر من الاختلاف طالما ان الكفة لصالحه.

مش لازم تكون من نفس االمستوى العلمى او المادى او الاجتماعى مادام هو شهاداته اعلى و مرتبه اكبر و طالما انه انشط اجتماعيا و اصدقاءه اكتر و خبرته فى الحياة اوسع ... ده حتى فى الشكل!! آه الشكل ... صحيح هو بحبها حلوة و ممكن احلى منه بس مش اوى و الا بتتحول الحياة الى مرار الشك و انعدام الثقة خصوصا كمان لو اصغر منه بقدر ملحوظ!!

عشان كده الخبر ده - بغض النظر عن مدى صحته لان اللى يمشى ورا احصائيات الاهرام اخرته مش حلوة - مش غريب عليا .. اول ما خلصت قراية قلت " طب ماهو آه .. ايه الجديد يعنى؟" الجديد هو موقف المرأة من هذا الافترى و اللا منطق

فى الوقت اللى الست هنا فى مصر فى أغلب الاحيان بتكون واحد من 3 احتمالات.. الست الصينية كانت اكتر شجاعة و مصالحة مع نفسها فى رأيى
الست فى مصر :

* يا عمرها ما بتدخل نفسها فى اى محاولات حياتية ممكن تحصرها فى دائرة "المتميزات" و ده فى كل شىء و اى شىء لدرجة ان فى اوساط مش مسموح للست الآنسة فيها امتلاك عربية حتى لو فى امكنياتهم يجيبوها لان ده ممكن يخوف العرسان

* يا اما بتاخد من كل جانب القليل اللى تضحك بيه على نفسها و يحفظلها قدر " معقول " محسوب بدقة يميزها عن "بقية العرايس" لكن ليس بالقدر اللى "يوقف حالها" و اكبر مثال على ده بنات كلية طب و اغلب الكليات العملية المرموقة فى مصر اللى بتدخلها البنت للحصول على اللقب بدون اى طموح علمى حقيقى و دول بتنتهى قصتهم مع الطب بالحصول على اللقب بأى شهادة بقى ... بكالريوس ماجستير .. كله اسامى واخداهم من البيت

* يا الفئة التالتة بقى اللى مش بيقدروا يوقفوا نجاحهم بس بيتنازلوا عنه و يرموه فى الزبالة عشان خاطر عيون" العريس " .. كله يهون ( و هى تهون ) كمان ... بيسيبوا الشغل و الدراسة و بيقبلوا بماديات اقل و مستوى معيشة اقل بكتير ... مش رغبة فى الحياة مع هذا الرجل لكن رغبة فى عدم الحياة بدون رجل

اللى عاجبنى فى الست الصينية اوى فى الخبر ده هو مدى حبها لنفسها و اعتزازها بتميزها و صدقها مع نفسها و مع مجتمعها فى رغباتها المشروعة فى الحصول على مستوى حياة افضل عكس بنات كتير هنا بيتربوا على محى اى حاجة ممكن تطفش العرسان و يا ريت احسن و احسن محى هويتها بالكامل

هى هنا - الصينية- مش بس احتفظت لنفسها بحقها العلمى لأ و كمان طالبت بعدم التنازل فى ان يكون شريك حياتها على نفس هذا المستوى علميا و ماديا حتى لو كان التمن فى ده هو عدم الزواج لان الست الصينية - عقبالنا كده يا رب- عرفت ان عدم الجواز مش اخرة الدنيا و ان الراجل مش الغاية من الحياة و ان مفيش حاجة ولا حد فى الدنيا دى يساوى ان البنى آدم يمحى نفسه او يبخسها حقها و ان اللى بيهزأ نفسه لا يمكن يعيش بأى شكل غير شكل " المهزا"

و اللى مش عاجبها كلامى ترميه و تفتكر طبعا ان كل ده عشان انا عانس حقود